“المكملات الغذائية المضروبة و المكملات الأصلية” أصبح شيء من الماضي، الأن أصبح لدينا بالأسواق مكملات أصلية من الشركة و لكن مغشوشة سأخبرك هنا بطرق الإحتيال التي أصبحت بعض الشركات بنفسها تقوم بها لخداعك.
سواء كنت تتناول المكملات لتلبية حاجياتك الأساسية من العناصر الغذائية، أو لتحقيق مستويات أعلى من العناصر التي يصعب الحصول عليها من الطعام، فإن فهم كيفية اختيار المكمل المناسب و تجنب المكملات الغذائية المغشوشة يعد أمرًا حيويًا. مكملات غذائية مغشوشة لا تقتصر على البقالة، بل يمكن للشركة أيضا أن تخدعك. في هذا المقال، سنتناول العوامل الأساسية التي يجب مراعاتها قبل شراء أي مكمل غذائي، وسنتعرف على كيفية التمييز بين المكملات المفيدة و الغير المفيدة، و تتجنب ضياع أموالك.
ما هي المكملات الغذائية
المكملات الغذائية هي مواد يتم إنتاجها بهدف تزويد جسمك بالعناصر الغذائية التي يفتقر إليها أو لن يحصل عليها من نظامك الغذائي الحالي. و الهدف في جميع الحالات تحسين صحة الجسم .
هذه المواد غالبًا ما يتم استخراجها من مكونات مصادر غذائية نموذجية تستهلكها بالفعل أو يتم إنتاجها من منتجات نباتية طبيعية. وهي مصنعة خصيصًا لتحقيق فوائد صحية، أو تحسين الأداء، أو تعزيز تعافي العضلات من خلال آليات مختلفة.
تُعتبر المكملات الجزء الأقل أهمية في هرم التغذية، وليست ضرورية لتحقيق النجاح، إلا إذا كنت تعاني من نقص غذائي أو حالة تتطلب تناولها. في الواقع، وبالنظر إلى الصورة العامة، فإن الغالبية العظمى من المكملات المتاحة في السوق لا تقدم أي فائدة حقيقية سوى أنها تستنزف أموالك. ومع ذلك، هناك بعض المكملات المهمة التي تستند إلى أسس علمية سليمة.
بالأسفل أخي القارئ لن أقترح عليك أي شركة و إنما سأجعلك تفهم كيف تختار ما تحتاجه و ذو جودة عالية.
اهم 3 عوامل لتجنب المكملات الغذائية المغشوشة:
قبل شراء أي مكمل غذائي، يجب أن تأخذ في الاعتبار ثلاثة عوامل رئيسية: الجودة، الصلاحية، الفعالية. هذه العوامل تضمن أنك تحصل على منتج آمن وفعّال يحقق الفوائد المرجوة، بعيدا عن المكملات الغذائية المغشوشة.
1/ جودة المكمل الغذائي
عند الحديث عن “الجودة“، أقصد ما إذا كانت الادعاءات الخاصة بالمكونات المدرجة على الملصق صحيحة بالفعل. و هل يحتوي المنتج حقا على ما يدّعيه الملصق؟ وكيف يمكننا التأكد من ذلك؟
قبل أن أتطرق إلى طرق ضمان الجودة، دعني أوضح لماذا يعتبر هذا الجانب من العوامل أمرًا مهمًا يجب مراعاته.
تعتمد غالبية المنتجات في كمال الأجسام على التسويق، يكفي أن تأتي بلاعبين مشاهير و تدفع لهم جيدا فيقومو بالترويج لمنتجك. قد يكون المنتج عبارة عن:
- خلط القليل من المنتجات الأساسية مع بعض المنتجات رديئة الجودة، يعني منتج رديئ.
- وفي أسوأ الأحوال، منتجات لا تحتوي على بعض العناصر التي تدعيها ملصقاتها، وبعضها يحتوي على مكونات لا ينبغي أن تكون موجودة أصلا على الإطلاق أو غير آمنة أو محظورة أو غير قانونية.
إذا كنت رياضيًا مبتدئا، فمن المحتمل أن ينتهي بك الأمر بتناول شيء تعتقد أنه صحي لكنه في الواقع قد يكون ضارًا. وإذا كنت رياضيًا متقدما فالخطر أكبر لأنك غالبا ستستعمل كميات أكبر للوصول لأفضل المستويات.
إذا مادا تفعل للتأكد من الجودة:
التحليل المختبري:
تأكد من أن المنتج قد خضع لتحليل مختبري من جهة خارجية. ابحث عن شهادات مثل USP أو NSF على العبوة، والتي تشير إلى أن المنتج قد تم اختباره وتبين أنه آمن وفعّال.
توجد هذه المعلومات أحيانًا على ملصق المنتج، لكنها غالبًا ما تكون متاحة على موقع الشركة المصنعة. يتضمن هذا التقرير نوعًا من التحليل من قبل مختبر مستقل يثبت أن مكونات المنتج مطابقة لما يدّعيه الصانع، ولا يحتوي على أي مكونات إضافية غير مصرح بها
المكونات المرخصة:
بعض الشركات تستخدم مكونات مرخصة من موردين موثوقين، مثل CreaPure لمكمل الكرياتين أو CarnoSyn لمكمل البيتا-ألانين. هذه المكونات تضمن جودة أعلى لأنها مختصة في هاته العناصر..
لذا، على سبيل المثال، إذا وجدت منتجًا يجمع بين عدد قليل من المركبات في مكمل طاقة ما قبل التمرين، وكان أحدها CreaPure، فيمكنك التأكد من أن جودة كرياتين مونوهيدرات على الأقل ستكون مرضية.
تجنب الخلطات السرية:
الخلطات السرية Proprietary Blends هذه الخلطات لا توضح كميات المكونات الفردية، مما يجعل من الصعب تقييم فعاليتها. غالبًا ما تكون هذه الخلطات طريقة لإخفاء جرعات غير فعالة من المكونات.
لعلك تصادفة مع إعلان لبعض الشركات التي تروج لمنتج حارق الدهون، مثلا تحت إسم “الحارق الأسطوري” لكن دون ذكر المواد أو العناصر المستعلمة، و حتى لو ذكرت فهم لا يذكرون كمية كل عنصر مما يجعلون المشتري مثل الأعمى.
قد تدعي الشركة بالقول: “لا نريد أن تعيد الشركات المنافسة إنتاجها، لذلك لن نخبرك بالضبط بما تحتويه.” لكن غالبًا ما يكون السبب هو لإخفاء حقيقة أن المكونات الفردية قليلة الجرعة جدًا بحيث لا تكون فعالة.
2/ صلاحية المكملات وفعاليتها
هناك فرق بين الصلاحية و الفاعلية، فمثلا قد يكون المنتج له فاعلية لكنني كشخص لست محتاج لتلك الفاعلية في الوقت الراهن، أما الصلاحية للمكمل الغذائي فتشير إلى مدى صلاحيته للإستعمال البشري و دعمه بالأدلة العلمية. فليس كل ما يتم تسويقه على أنه “مفيد” مدعوم بدراسات علمية قوية.
فعالية المكمل الغذائي:
لتحديد ما إذا كان المكمل يفيدك، عليك أن تحدد ليس فقط ما إذا كان له تأثير، ولكن أيضًا ما إذا كان هذا التأثير ذا صلة بأهدافك، وما إذا كان التأثير كبيرًا بما يكفي لتحقيق أي نتيجة قابلة للقياس.
يجب أن نضع في اعتبارنا أن بعض المكملات لها تأثير بالفعل، لكنه ضئيل جدًا بحيث لا يستحق الشراء. مكملات أخرى لها تأثير كبير، ولكن التأثيرات نفسها غير ذات صلة بأهداف بناء العضلات أو القوة.
سأعطيكم مثال بسيط، هناك مكمل الميلاتونين، فهو مكمل فعال و يساعد على النوم و الإرتخاء، و النوم بدوره مهم للبناء العضلي. لكن هل هذا سيجعلني أشتريه، بالطبع لن أشتريه ما دمت أنام بشكل طبيعي و لله الحمد. و بالتالي فعلي أن أشتري المكملات التي حسمي يحتاجها و تقدم لي نتيجة.
كيف تتأكد من فعالية المكمل؟
فعالية المنتج تأتي من الدراسات العلمية التي تمت عليه، و ليست أي دراسات بل دراسات على البشر.
و سأقدم لك أخي الزائر انا صاحب موقع Fitnessarabe، أفضل موقع ويب حول المكملات الغذائية موجود في العالم اليوم و هو موقع Examine.com ، هذا الموقع عبارة عن مجموعة من الأبحاث البشرية حول كل مكمل غذائي تقريبًا موجود. ويتضمن معلومات حول الاستخدام والجرعات و التركيب الكيميائي والآثار الجانبية والمراجع وما إلى ذلك.
يعتمد الموقع على الأبحاث البشرية المتاحة حول المكمل. يتضمن التأثير أو النتيجة المدروسة، وكيف يؤثر المكمل على هذه النتيجة (يزيدها أو ينقصها)، وحجم التغيير، والنسبة المئوية للدراسات لترتيب جودة البحث.
بشكل عام، يمكنك استخدام هذا الموقع لمساعدتك في اتخاذ قرارات بشأن المكملات التي تفكر بشرائها .
3/ إحذر المكملات الغذائية الجديدة:
حاول قدر الإمكان تجنب شراء المكملات الغذائية الجديدة التي يتم إصدارها، و التي غالبا ما تدعم بدعم علمي ضئيل.
كما تعلم فتقريبا كل سنة تظهر مكملات جديدة، معظمها غير مدعوم بأي دراسات على الإطلاق. أو مدعومة فقط بدراسة أو دراستين، يتم دعم بعض المكملات التي تظهر بشكل سيئ من خلال دراسة حيوانية أو دراسة قصيرة المدى أو دراسة لا تقيس بشكل مباشر الفاعلية على فقدان الدهون أو اكتساب العضلات أو تحسين القوة، ولكنها تقيس نتيجة مرتبطة بفقدان الدهون أو اكتساب العضلات أو الأداء، يعني بحاولون ربط المنتج بجميع الطرق لما يحتاجه العميل.
إذا نصيحتي:
- إذا لم تكن هناك أي دراسات علمية مثبتة تدعم المنتج، تجاهله ببساطة.
- إذا كانت الأدلة متزعزعة، إنتظر أن تتضح النتائج.
- في الحالة الأخيرة حيث يتم إصدار مكمل جديد بدعم علمي واحد مباشر، فيمكنك تجربته، لكن الخيار الأفضل هو الانتظار حتى تؤكد مجموعات متعددة من الدراسات نتائج الدراسة الأولى لضمان عدم هدر أموالك و المخاظرة بصحتك.
إليك مثال لتفهم:
هل سبق أن سمعت بحمض D-أسبارتيك؟ صدرت دراسة في عام 2009 وجدت أنه يزيد من إنتاج هرمون التستوستيرون لدى الرجال بدرجة مثيرة للإعجاب. و كما هو متوقع، قفزت جميع شركات المكملات وبدأت في بيع هذا المكمل كمعزز للعضلات، ومعزز للرغبة الجنسية، ومعزز للأداء (على الرغم من أن الدراسة لم تقيس التغيرات في كتلة العضلات أو الأداء أو الرغبة الجنسية، لكنهم كما قلنا سابقا، سيربطون تحسين إفراز هرمون تيستو بالبناء العضلي، ليجملو لك المكمل).
لكن صدم كل من إستعمل هذا المكمل عندما صدرت دراسة في عام 2013 وجدت أن حمض D-أسبارتيك لم يفشل فقط في زيادة مستويات هرمون تستوستيرون، بل لم يجدو أي علاقة بينه و بين زيادة القوة أو كتلة العضلات.
لذلك و لتتعلم أخي تطبق الأمر الأن، قم بزيارة موقع EXAMINE، و إبحث عن مكمل D-aspartic acid ، و ستجد الكثير من الدراسات التي أجريت عليه، و النتائج أغلبها تقول أنه ليس له أي تأثير على هرمون التستوستيرون.
مثال لأكبر أنواع الخداع التي تمارس حاليا في سوق المكملات:
كما تعلمون أحد أشهر المكملات الغذائية و أيضا شراءا هو مكمل “واي بروتين“، و سأضرب لك الأن مثالا للخدع التي لا زالت تطبق.
بروتين مصل الحليب “واي بروتين” يعتبر غالي نوعا ما لكن الكثير يشتريه، بسبب المحتوى العالي من الأحماض الأمينية الأساسية، وخاصة الليوسين، وهو أمر بالغ الأهمية لعملية بناء العضلات.
كيفية الإحتيال:
تأتي شركة و تعرض لك مكمل غذائي “بروتن مصل الحليب” ، و تقول لدينا مكمل بروتين غني بالأحماض الأمينية، حيث يوفر لك كل سكوب 30غ حوالي 24 غرام من البروتين، لحد الأن هذا أمر جيد و إن كان ثمن المنتج مناسب لك فستشتريه دون أي شك.
الحيل المستعملة بالخداع هي:
الطريقة الأولى للإحتيال:
الطريقة الأولى التي يغش بها المصنعون المشترين، هي الإكثار من الأحماض الأمينية الرخيصة و التي يسهل الحصول عليها، مثل الجلايسين والتورين في المكمل، هاته الأخيرة رخيصة و يمكن الحصول عليها حتى من المصادر النباتية.
يجب أن تعلم أن الأحماض الأمينية ليست كلها ذات قيمة متساوية، فالمكمل الذي يحتوي على كمية أكبر من الأحماض الأمينية الأساسية و خصوصا الأحماض الأمينية المتفرعة “فالين، ليوسين، إبزولوسين“هو الأفضل لك . أما من يحتوي على أحماض أمنية غير ضرورية فيحرمك من عملية بناء العضلات الجيدة و مضيعة للأموال.
الطريقة الثانية للإحتيال:
الطريقة الثانية تتم عبر إضافة أحماض نيتروجينية أخرى أرخص لمكمل الواي بروتين مثل الكرياتين و البيتا-ألانين، هذه أرخص للجرام، و لا يستحيي المصنع من إضافتها لأنه يعلم أنك لن تمانع في الأمر ما دامت تعمل على تعزيز العضلات، ولكن للأسف أنت لا تعلم أنك دفعت ثمن غالي للمنتج للحصول على بروتين صافي و ليس بروتين مخلوط بالكرياتين و بيتا-ألانين اللذان يعتبران أرخص.
يعني كشخص أنت تريد بروتين صافي عالي الجودة، و أما الكرياتين فيمكنك الحصول عليه بثمن اقل و بكمية أكبر لوحده.
ماذا يقصد بأحماض نيتروجينية: هي المركبات التي تحتوي على النيتروجين وتعتبر اللبنات الأساسية للبروتينات. هذه الأحماض ضرورية لنمو العضلات، وإصلاح الأنسجة، وإنتاج الإنزيمات والهرمونات. مثال لأحماض نيتروجينية “الأحماض الأمينية و الكرياتين“.
كيف تشتري مسحوق بروتين ذو جودة عالية:
إليك بعض الخطوات التي يجب البحث عنها عند رغبتك في شراء مسحوق بروتين ذو جودة عالية:
- تكلفة الكيلو من محتوى البروتين: قم ببحث على سعر البروتين في مختلف الشركات المتوفرة لديك، حتى تصبح لديك فكرة جول متوسط ثمنه بالسوق. الشركة التي تجدها تبيع بأقل الأثمان فهي غالبا تخدعك بالطرق التي أخبرتك بها، فحاول تجنبها. شرائك لمنتج أغلى ثمنا و موثوق خير من منتج مغشوش ولو كان بأبخس ثمن.
- ما يوجد بالملصق: أي شركة لا تظهر محتوى المكمل بالتفصيل و كمية الأحماص الأمينية بالغرامات على الملصق فتجنبها.
- محتوى الليوسين: أهم حمض أميني للبناء العضلي و أغلاهم هو الليوسين، إذا وجدته أقل من 2.7 جرام لكل 25 جرام من محتوى البروتين، فلا تشتري المكمل.

ملحوظة: محتوى الأحماض الأمينية المتفرعة السلسلة “فالين ، ليوسين وإيزولوسين” في مصل الحليب هو 25٪، يجب أن يكون الليوسين 11٪).
خلاصة:
لعل المقالة طويلة قليلا، لكن اختيار المكملات الغذائية يتطلب فهمًا دقيقًا للجودة، الصلاحية، والفعالية و غيرها من المتطلبات. تأكد من أن المنتج مدعوم بأدلة علمية موثوقة، وتجنب المكملات الجديدة بدون أدلة كافية. إستخدم المواقع العلمية الموثوقة واتبع النصائح المذكورة بالأعلى للتأكد من سلامة المكمل و تجنب إهدار أموالك ، هناك المزيد من التفاصيل لاشاركها معكم لكنني لا أريد الإطالة أكثر، لا تنسوني يا إحواني من الدعاء.