على الأغلب فأنت هنا لسببين إما لكونك شخص يعشق الأطعمة السريعة و تريد معرفة تأثيرها على العضلات ، أو أن الصورة و رابط المقالة قد جذباك لتقرأ و تثقف نفسك حول هذا الموضوع ، و في كلتا الحالتين فأنت شخص يرغب في أخذ موضوع التغذية و التدريب بشكل جدي، أبشرك أنك في المكان الصحيح، فمن خلال هذه المقالة ستفهم العلاقة بين الوجبات السريعة و العضلات و كيف تؤثر على البناء العضلي و متى قد تصبح هذه الأطعمة مدمرة للعضلات بشكل خاص و للجسم بشكل عام.
ما هي الوجبات السريعة:
ربما من الإسم ستعلم أنها وجبات مرتبطة بالسرعة ، فهي وجبات يتم تحضيرها و تقديمها بسرعة ، و أيضا يتم أكلها و تناولها بسرعة. و هذا ما يجعلها من أكثر الأطعمة إستهلاكا على مستوى العالم ، فالجميع قد أصبح بريد تناول وجبته بسرعة و الذهاب لإتمام عمله، و أشهر هذه الأطعمة مثلا : البرغر ، البيتزا ، البطاطا المقلية ، المعكرونة سريعة التحضير … و غيرها.
عادة ما تكون الوجبات السريعة رديئة من حيث القيمة الغذائية و المحتوى ، لأنها مصنوعة من مكونات أرخص مثل الكاربوهيدرات المكررة و الدهون المهدرجة و السكريات المضافة .. ، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من المواد الحافظة والمكونات المصنعة.
هل جميع الوجبات السريعة ضارة ؟
في الحقيقة لا، فهناك وجبات سريعة و لكن صحية ، فمثلا هناك السلطة التي غالبا تحتوى على خلطة من الخضر الصحبة مع القليل من زيت الزيتون بشرط عدم إضافة الصلصات الجاهزة ، و أيضا البيض المخفوق بالسبانخ بالإضافة للمكسرات و غيرها من الوجبات السريعة الصحية، في هذه المقالة سنتحدث بالخصوص عن الأطعمة السريعة الغير صحية و التي تعتبر الأكثر إستهلاكا.
العلاقة بين الوجبات السريعة و العضلات:
في هذه الفقرة سنقسم العلاقة بين الوجبات السريعة و العضلات لفقرتين أصغر، الأضرار و الفوائد و بالتفصيل:
أضرار الوجبات السريعة على العضلات:
أغلب الأطعمة السريعة 90% هي في الواقع أطعمة غير صحية لا تفيدك في التدريبات أو الإستشفاء العضلي. فهي تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم والسكريات والكوليسترول والدهون المشبعة أو المتحولة. فإليك بعض أضرار الأطعمة السريعة على العضلات و البناء العضلي:
ضعف البناء العضلي:
أولا، كما نعلم جميعا فالوجبات السريعة غنية بكميات كبيرة من الدهون المشبعة ، هذه الأخيرة يمكن أن تسبب ثقوبًا مجهرية دقيقة في الطبقة الخارجية جدًا من خلايا العضلات. تكمن المشكلة هنا في أن الطبقة الخارجية هي نفس موقع “المستقبلات” الخاصة لهرمون الأنسولين ، في ظل الظروف الصحية أو العادية أو المثالية ، يؤدي تناول كميات معتدلة من الكربوهيدرات إلى إفراز معتدل للأنسولين ويخرج الأنسولين الجلوكوز من الدم باتجاه العضلات حيث “يلتصق الأنسولين بالمستقبلات التي تسمح للجلوكوز بالمرور” من خلال الباب الذي يسمح بملأ العضلات بـ الجليكوجين. بالطبع ، إذا وصلت مخازن الجليكوجين بالعضلات إلى الحد الأقصى وكانت ممتلئة بالفعل ، فسيتم نقل جميع الكربوهيدرات بعيدًا وإعادة توجيهها نحو مخازن الدهون في الجسم. على أي حال ، فإن اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة يؤدي إلى حدوث فوضى حقيقية مع مواقع المستقبلات الموجودة على العضلات مما يجعل من الصعب للغاية على الأنسولين دفع الجلوكوز إلى العضلات. خراب المستقبلات الموجودة على الأنسجة العضلية نتيجة كثرة الدهون المشبعة ينعكس بالسلب على العضلات ، مما يجعل حجمها يبدو أضغر لكونها لا تستطيع أن تمتص الحليكوجين بصورة جيدة و كل هذا يؤثر على البناء العضلي.
تراكم الدهون بالبطن:
الرياضي الذكي لا يهتم بكمية السعرات فقط، بل يهتم بمحتوى هذه السعرت الحرارية صحيح أن الأطعمة السريعة مثل البيتزا و البرغر و المشروبات الغازية .. تقدم لك كمية كبيرة من السعرات الحرارية و قد تعتقد أنها ستساعدك في التضخيم و الوصول لما تحتاجه من السعرات، لكنني أحذرك أن هذه الطريقة ستدمر جسمك .
كيف: محتوى هذه الأطعمة هو الكارب المكرر الخالي من العناصر الغذائية “فيتامينات و معادن” و دهون مهدرجة “دهون غير صحية” ، و على كمية قليلة جدًا من البروتين، و الباقي عبارة عن سعرات حرارية فارغة في الغالب. وتُعتبر سعرات حرارية فارغة لأنها لا تحمل أي قيمة غذائية حقيقية. وفقًا للدراسات، يرتبط هذا النوع من النظام الغذائي بزيادة الدهون في منطقة البطن.
السعرات الحرارية العالية مع الكارب الأبيض الخالي من الألياف يجعل جسمك يفرز كميات كبيرة من الأنسولين الذي يحول أغلب تلك السعرات الزائدة لدهون بالجسم
التعب و قلة الطاقة بالجيم:
بالعودة لمشكلة كثرة الدهون المشبعة في الوجبات السريعة، يعتبر إستهلاك الدهون المشبعة بكميات زائدة عنصرا غير صحيا ، لأن تناولها بكميات كبيرة يمكن أن يسبب التهاب الكبد و مشاكل داخل الشرايين أو نظام القلب و الأوعية الدموية. وهذا، بدوره، يسبب إنسداد طفيف في جدران الشرايين. بالاضافة إلى ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة يغير قوام الدم جاعلا اياه أكثر سمكا. فالدم الاكثر سمكا “كثافة” والشرايين الضيقة تضعان ضغطا أكبر على القلب لضخ الدم، و خير مثال لذلك إمتصاص الماء من خلال عصى التحريك مقابل امتصاص اللبن الخاتر من خلال نفس العصى . يتطلب الأمر بذل مجهود أكبر بكثير لسحب سائل سميك عبر أنبوب رفيع للغاية. الشرايين الضيقة والدم السميك يعرض الشخص لخطر الإصابة بأمراض القلب وحتى النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
إذا حفظك الله من الأضرار السابقة فتخثر الدم الذي تسببه الدهون المشبعة بالجسم يجعل القلب يقوم بمجهود كبير لتدوير الدم مما يجعلك تشعر دائما بالتعب نتيجة أي مجهود بسيط، بل و قد يسبب لك الإغماء داخل الجيم و غيرها من المشاكل.
زيادة الوزن بشكل كبيرة:
إن كان نظامك الغذائي يعتمد على الأطعمة السريعة ، فأنت بالغالب سيزيد وزنك بشكل كبير و حتى و لو كنت تتناول فقط ما تحتاجه من السعرات الحرارية، يجب أن تعلم أخي القارء أن أغلب الوجبات السريعة تفتقر لعنصر مهم و هو الألياف، الألياف مهمة كثبرا للتحكم بنسبة الأنسولين في الجسم، ينتج عن عدم وجود الألياف مع النسب العالية من السكر بالوجبات السريعة إلى إرتفاع كبير في إفراز هرمون الأنسولين ، مما يجعل الجسم يخزن الدهون بشكل رهيب.
- الألياف خالية من السعرات، و غير قابلة للهضم، بل قد تكلفك بعض سعرات حرارية، نتيجة محاولة جسمك لتفكيكها.
- -تساعد الألياف في الشعور بالشبع مما يمنعك من تناول الكثير من الطعام .
- – تساهم الألياف في تحسين نسبة السكر بالدم مما بقلل من إفراز الأنسولين و تخزين الدهون.
أضرار أخرى :
كل ما ذكرناه سابقا مجرد بعض أضرار الوجبات السريعة المرتبطة بالعضلات و قوتها و بشكل الجسم، أما حقيقة الأمر فالعضلاقة بين وجبات السريعة و العضلات لها الكثير من الأضرار على الجسم ، مثلا :
- تطور أمراض القلب والأوعية الدموية.
- مرض السكري.
- أضرار بصحة المعدة و الأمعاء.
- إرتفاع ضغط الدم.
- السمنة.
فوائد الوجبات السريعة للعضلات:
قد تقول لي الأن : كيف يعقل أن تكون للوجبات السريعة فوائد و للتو كنت تخبرنا باضرارها العديدة على العضلات؟، ببساطة أخي كما قلت بأول المقالة هناك وجبات سريعة صحية و هذه لا بأس بتناولها ضمن نظامك اغذائي، أما بالنسبة للوجبات الغير صحية : البرغر و البيتزا فهي ممن أن تكون مقبولة أحيانا إن تناولتها فقط مرة أو مرتين بالأسبوع و تفيد جسمك.
و إليك كيف ممكن أن تكون العلاقة بين الوجبات السريعة و العضلات أحيانا جيدة:
1 / ملئ مخازن الجليكوجين:
كما نعلم جميعا فأنت خلال التمرين تحتاج للطاقة، و أغلب هذه الطاقة تأتي من مخازن الجليكوجين، الجليكوجين يكون مخزن في العضلات “يمكن أيضًا تخزين الجليكوجين في الكبد وإطلاقه كمصدر احتياطي للطاقة” و بعد حوالي 30د من التمرين المكثف يبدأ الجسم في إستنفاذ الجليكوجين المخزن ، لذلك فعلى أغلب الراضيين تناول مصدر كارب بعد التمرين لتجديد ملئ خزانات الجليكوجين.
في دراسة حديثة، اراد باحثون معرفة تأثير مكملات الجليكوجين و الوجبات السريعة على استعادة الجليكوجين بعد تمرين مكثف.
صام 12 مشاركًا لمدة 12 ساعة، ثم أكملوا تمرين التحمل لمدة 90 دقيقة. بعدها تم إعطاء المجموعة الأولى الوجبات السريعة (كعك ساخن، وبطاطس مقلية، وعصير برتقال) و بعد ساعتين ثم إعطاهم مجددا (برجر، وبطاطس مقلية، وكوكاكولا) ،في حين تم إعطاء المجموعة الثانية مكملات غذائية رياضية (بار بروتين و مشوربات غنية بالسعرات و الكارب، مكملات غينر) على فترات مختلفة. تم أخذ عينات من أنسجة العضلات واختبارات الدم لقياس مستويات الجليكوجين بعذ ما تم تناوله.
النتائج: بعد 4 ساعات، كانت مستويات الجليكوجين متشابهة بغض النظر عما تناوله المجموعتان.
الإستنتاج: خلص الباحثون أنه في حين أن بعض الأطعمة السريعة يمكن أن تساعد في استعادة الجليكوجين كما هو الحال مع المكملات الغذائية، لكنهم أكدو على أن هذه التجربة تمت مرة واحدة، بمعنى أنه يجب تناول الأطعمة السريعة باعتدال، وخاصة بعد التمرين، لأنها قد تكون ضارة بالصحة العامة بسبب ارتفاع نسبة الصوديوم والكوليسترول والسعرات الحرارية.
يعني أنه يمكنك أحيانا تناول الوجبات السريعة لإعادة ملئ مخازن الجليكوجين لكن ليس بشكل يومي أو مستمر.
2 / وجبة سريعة خير من لاشيء:
أعنقد أن هذه النقطة واضحة ، أحينا نحن جميعا نكون في وقت أو في حالة حيث نكون في الشارع و الوقت ضيق و لانجد أمامنا سوى إختيارين: إما وجبة سريعة أو تظل جائعا لعدة ساعات أخرى.
هنا بالتأكيد سأقول وجبة سريعة خيرا من لا شيء ، خصوصا إن كنت تملك جسم من نوع أكتومورف فهي على الأقل ستمدك ببعض البروتين و السعرات الجرارية التي تكون في أمس الحاجة لها ، فإهمالك لوجبتك يؤثر على مستواك حيث كل ماطالت مدة الصيام إستنزفت مخازن الجليكوجين ، و مع الوقت قد يبدأ الجسم في هدم بعض الكتلة العضلية لإستخدامها كطاقة، و الأمر أيضا ينطبق على الشخص الذي بكون لتوه خرج من الجيم و لديه أعمال عليه القيام لها و لا وقت له لإعداد وجبة صحية فلا بأس بوجبة سريعة.
ملحوظة: الأصل أن تكون ملتزم بنظامك و خطط وجباتك و أن تقوم بإعداد وجباتك قبل الخروج من المنزل و مع ذلك، قد تتعثر أحيانا من هذه الناحية لذلك ستكون وجبة سريعة خير من لا شيء، لكن مع الحرص على عدم تكرار الأمر كثيرا خصوصا للأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن.
ملخص المقالة:
يمكن أن يكون للوجبات السريعة تأثير كبير على صحة العضلات وتطورها. حيث يؤدي تناول الوجبات السريعة بشكل متكرر و منتظم إلى مجموعة من الآثار السلبية، بما في ذلك ضعف البناء العضلي، وانخفاض الطاقة و قوة العضلات، و أيضا تراكم الدهون بالجسم. وذلك لأن الوجبات السريعة غالبًا ما تكون عالية في الدهون غير الصحية والسكريات المضافة والصوديوم، و الكاربوهيدرات الخالية من العناصر الضرورية “فيتامينات و معادن”.
و في الختام سيكون لا بأس بتناول الوجبات السريعة مرة أو مرتين بالأسبوع إذا تطلب الأمر ذلك،لكن كخلاصة يمكن أن يساعد الحد من استهلاك الوجبات السريعة أو تجنبها في التخفيف من هذه الآثار السلبية وتعزيز صحة العضلات بشكل عام و و صحة الجسم بشكل خاص.
اخي العزيز اتمنى ترى تعليقي ،انت حقاً رجل جيد وتحب مساعدة اخرين انظر كم اتعبك هذه المقالة من تعب وبحث وكتابة وتحمل مسؤولية وهذه في كل مقالات التي تكتبها ، ربي يحفظك ويخليك للاهلك وناسك🙌🏽💜🫶🏽
اخي العزيز اتمنى ترى تعليقي ،انت حقاً رجل جيد وتحب مساعدة اخرين انظر كم اتعبك هذه المقالة من تعب وبحث وكتابة وتحمل مسؤولية وهذه في كل مقالات التي تكتبها ، ربي يحفظك ويخليك للاهلك وناسك
لا يوجد تعل أخي ما دمت أكتب المقالة و أنا مستمتع بهذا المجال و أثقف نفسي و أثقفكم، و تعليقك الجميل يشجعني على الإستمرار ، بارك الله فيك و في أمثالك