إذا كنت شخص سمين و تواجه صعوبة في فقدان الوزن، أو حتى شخص رياضي يرغب بحرق المزيد من الدهون لكنك تواجه صعوبة في ذلك، فربما فكرت في تناول حبوب تم الإعلان عنها على أنها حارقة للدهون. مكملات حرق الدهون أو حوارق الدهون هي مكملات تحتوي على مركبات طبيعية أو صناعية ، الهدف منها مساعدتك على حرق الدهون و إنقاص وزنك.
للأسف غالبية من يستعملون هاته المكملات يعتقدون أنها طريقة سحرية لحرق الدهون ويعتقدون أن فوائدها تفوق المخاطر. ومع ذلك، فإن مكملات حرق الدهون قد لا تكون آمنة أو فعالة بالطريقة التي تعتقد. في هذه المقالة سنتطرق ما هي مكملات حرق الدهون، و هل مكملات حرق الدهون تستحق الشراء ؟ و هل هي فعالة في حرق الدهون أم لا ؟ و ما هي مخاطرها .
ما هي مكملات حرق الدهون ؟
بما أن الهدف من المكملات هو إنقاص الوزن و حرق الدهون فأغلب هذه المكملات يكون الغرض منها :
- زيادة معدل الأيض “زيادة الحرق”.
- منع تخزين الدهون.
- زيادة وتيرة البول “التخلص من المياه”.
- تقليل الشعور بالجوع.
- منع تكوين خلايا دهنية جديدة.
- إبطاء إفراغ المعدة..و غيرها..
هذا هو الهدف من مكملات حرق الدهون و يجب الإشارة إلى أن مكملات حرق الدهون و أدوية إنقاص الوزن تختلفان إلى حد كبير. عادةً ما تُباع مكملات حرق الدهون وغيرها من مكملات إنقاص الوزن “السريعة” بدون وصفة طبية ولا يتم تنظيمها بنفس طريقة تنظيم أدوية إنقاص الوزن.
في بعض الأحيان يمكن أن تتداخل بعض المكملات “حوارق الدهون” مع الأدوية الأخرى التي تتناولها.
ما هي مكونات مكملات حرق الدهون؟
هناك العديد من المكونات في مكملات حرق الدهون ، لكن كل مكمل يتميز بخلطة متنوعة من العناصر تميزه عن الباقي، و كل شركة تدمج بين أفضل المكونات بنظرها للحصول على أفضل مكمل لحرق الدهون ، و إليك بعض من هذه المكونات:
- المانجو الأفريقي: تظهر التجارب السريرية أن الأشخاص الذين تناولوا مستخلص بذور المانجو الأفريقي تحسنوا من خفض الوزن ومؤشرات التمثيل الغذائي.
- حمض اللينوليك CLA : أظهرت بعض النتائج أن CLA أدى في الواقع إلى زيادة معدل إنفاق الطاقة، وتحديدًا عن طريق زيادة معدل حرق الدهون.
- البرتقال المر: هناك أدلة محدودة على فعاليتها.
- اليوهمبي: هذا مركب نباتي آخر يأتي من لحاء شجرة دائمة الخضرة. إنه أمر شائع في مكملات حرق الدهون و له فاعلية كبيرة، ولكنه يمكن أن يسبب آثارًا سلبية.
- الكابسيسين : مركب موجود في الفلفل الحار، وجدت بعض الدراسات أنه يمكن أن يزيد بشكل طفيف من عملية التمثيل الغذائي،و أنه قد يقلل أيضًا من شهيتك.
- الكارنيتين : بعمل على تعزيز حرق الدهون عن طريق نقل الأحماض الدهنية إلى الميتوكوندريا ويعمل كعامل مساعد لأكسدة الأحماض الدهنية “المصدر“.
- الجوارانا: تعتبر مصدرًا غنيًا بالكافيين، حسب بعض الدراسات قد تعزز عملية التمثيل الغذائي لديك بنسبة 3-11٪ على مدار 12 ساعة.
- الكاميليا الصينية: مستخلص أوراق الشاي الأخضر، حسب بعض الدراسات فقد يعزز فقدان الوزن .
- الكروم: أثبتت العديد من الدراسات قدرته على تحفيز حرق الدهون.
- الألياف: من المعروف أن الألياف تعدل نسبة السكر بالدم و تقلل من إفراز الأنسولين مما بقلل من تراكم الدهون بالجسم.
مكونات أخرى:
البيتا جلوكان، صمغ الغوار، الكافيين ، كافيين لا مائي ، جارسينيا ، الكالسيوم، ل-ثيانين، حمض الهيدروكلوريك، مستخلص الفلفل الأسود… و العديد من المكونات الأخرى.
على الرغم من أن العديد من مكملات حرق الدهون الشائعة جديدة نسبيًا في السوق، إلا أنه قد تم استخدام العديد من المركبات الطبيعية لتعزيز فقدان الوزن منذ مئات السنين.
كل هذه المكونات قد تساهم في حرق الدهون لكن بنفس الوقت لها تأثير سلبي على الجسم إن أسأت إستعمالها، بل قد يزيد أيضًا من خطر التفاعلات مع الأدوية الأخرى، لذلك يجب إستشارة خبير قبل أن تبدأ يإستعمال أحدها.
هل مكملات حرق الدهون فعالة في حرق الدهون؟
مكملات حرق الدهون قد تساعدك في حرق بعض الدهون على المدى القصير ، لكنها للاسف ليست مستدامة فبمجرد توقفك عن تناول مكملات حرق الدهون ستعود لكسب تلك الدهون التي حرقتها ، كما أن مكملات حرق الدهون لن تحرق أي دهون تقريبا إن لم تكن ملتزم بنظام غذائي صحي محسوب السعرت الحرارية و البروتين و نوعية الكارب…
يجب أن تفهم أخي القارئ أنه بهدف حرق الدهون “التنشيف” يجب أن تفهم جسمك و المشاكل التي لديك لتواجهها و تتخلص منها ، في حين أن مكملات إنقاص الوزن لا تعالج فعليًا المشكلات الصحية الأساسية التي قد تساهم في زيادة الوزن، بل هي خلطة من المكونات على أساس أن تناسب الجميع و هذا غير ممكن.
ماذا يقول العلم:
وجدت مراجعة تقيم فعالية حوارق الدهون أنها لا تقدم أي فائدة كبيرة لتقليل الدهون في الجسم أو صحة القلب والأوعية الدموية. علاوة على ذلك، لاحظ الباحثون أن هذه المكملات كانت أيضًا أقل فعالية بكثير من النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة لدى الأفراد الذين يعانون من زيادة الدهون في الجسم.
ومن ناحية أخرى، تظهر بعض الدراسات أن مكملات حرق الدهون قد ترتبط ببعض الفوائد قصيرة المدى. فمكونات محددة مثل مستخلص الشاي الأخضر وبيكولينات الكروم ومستخلص القهوة الخضراء وحمض اللينوليك قد يكون لها تأثير بسيط على فقدان الوزن.
إذا جمعنا بين الدراستين فحوارق الدهون قد تساهم في حرق الدهون لكن بشكل بسيط مقارنة بالنظام الغذائي و ممارسة الرياضة.
نستنتج من كل ما سبق أن مكملات حرق الدهون قد لا تعمل بالطريقة التي تريدها. إنها لا تجعل الخلايا الدهنية تختفي بطريقة سحرية. وبدلاً من ذلك، يمكنهم العمل من خلال المساعدة في إنقاص الوزن بطرق أخرى: زيادة التمثيل الغذائي الخاص بك /تقليل كمية الدهون التي يمتصها الجسم / قمع شهيتك
مكملات حرق الدهون هل تستحق الشراء؟
كما قلنا بالأعلى فالأصل في التنشيف أو إنقاص الوزن هو النظام الغذائي بالمرتبة الأولى ثم التدريب و الكارديو و هما الأساس لتغيير شكلك للأفضل، إذا كنت ملتزم بهما و حالتك المادية ميسورة لإستعمال مكملات حارق الدهون لمساعدتك قليلا في التخلص من بعض الدهون و تحسين شعورك بالشبع و غيرها فأنا سأقول لك لا بأس ، لكن لا تعتمد عليها و لا تنتظر أنها هي التي ستحدث لك الفرق.
و تذكر أن مكملات حوارق الدهون قد تكون لها أثار سلبية على جسمك و هذا ما سنتطرق له بالأسفل
حوارق الدهون طريقة الإستعمال و الجرعات
في الحقيقة ليس هناك وقت محدد لتناول حوارق الدهون فذلك يختلف حسب محتوى المنتج و الخلطة المستعملة و أيضا حسب حساسية الشخص تجاه حوارق الدهون ، لكن بالمجمل تعتبر أفضل الأوقات هي:
- عند الاستيقاظ، قبل 30 دقيقة من الإفطار، وذلك لأن عملية التمثيل الغذائي في الجسم تتباطأ عندما تكون نائماً. و تناول حارق الدهون أول شيء في الصباح سيكون بمثابة بداية قوية ليومك.
- قبل التمرين، سيؤدي هذا إلى تعظيم آثار حرق الدهون. فأغلب الحوارق تعمل على حرق الدهون و التي سيكون الجيم أفضل مساند لتلك العملية نتيجة العمل البدني العالي الذي ستقوم به.
- قبل منتصف النهار، حتى يتوفر لجسمك وقت للاسترخاء قبل النوم.
- تجنب أخذه قبل النوم فأغلب مكملات حوارق الدهون تؤثر على النوم.
بالنسبة للجرعات فلا توجد جرعة محدد و الشركة هي الوحيدة الأعلم بالجرعة المناسبة حسب تركيز و نوع المكونات التي جمعت بينها.
هل حوارق الدهون أمنة :
على عكس أدوية إنقاص الوزن لا يتم تنظيم مكملات حرق الدهون من قبل إدارة الغذاء والدواء. ولهذا السبب، قد تتعرض لمخاطر صحية من خلال تناولها.
بعض المعلومات حول حوارق الدهون إحذر منها:
- أولاً، لا تحصل دائمًا على صورة كاملة لما هو موجود في الملحق. وجدت بعض الدراسات التي أجريت على هذه المكملات مكونات بداخلها غير مدرجة على لائحة المكونات.
- الخلط بين عدة مكونات و أعشاب مع بعض قد تتفاعل بالسلب مع بعضها و يشكل خطر على صحتك.
- تم ربط بعض مكملات حرق الدهون بمشاكل مثل تلف الكبد، نتيجة بعض الأعشاب، مثل الإيفيدرا “كانت تستخدم في السابق في حوارق الدهون، محظورة الآن من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية”.
- قد تتداخل مكونات حوارق الدهون مع الأدوية الأخرى التي تتناولها. يمكن أن تكون محارق الدهون خطيرة وتسبب مشاكل خطيرة إذا تم مزجها مع أدوية خاطئة.
إذا كنت ترغب في تجربة مكمل حارق للدهون فيجب عليك إستشارة خبير و التأكد من جودة المنتج و من مكوناته.
أضرار حوارق الدهون:
قد تشمل المخاطر المحتملة لمكملات حرق الدهون، ما يلي:
- الصداع
- القلق
- سرعة الغضب
- سوء الهضم
- مشاكل الجهاز الهضمي
- خفقان القلب
- جفاف الجسم.
- زيادة ضغط الدم
- تسمم الكبد
- صعوبة النوم
الخلاصة:
المكملات الغذائية لحرق الدهون لا يمكن أن يكون لها ذلك التأثير السحري الذي تتوقع ، صحيح أنها قد تساعدك قليلا في حرق بعض الدهون و تقليل شهيتك و محاولة منع تراكم الدهون ، لكن من دون نظام غذائي صحي محسوب السعرات و نظام تدريبي فلا فائدة منها، حوارق الدهون ليست هي التي ستمنعك من تناول المقليات و شرب المشروبات الغازية …. كما نعلم جميعًا، تناول وجيات سريعة لمدة قصيرة قادر على تدمير ما قمت بحرقه ، لذلك فالأساس هو عزيمتك و إنظباطك على التمرين و النظام الغذائي الخاص بك، وفقًا لدراسات التغذية، فإن 80% من فقدان الوزن يكون بسبب النظام الغذائي و20% بسبب ممارسة الرياضة. يوضح هذا مدى تأثير نظامنا الغذائي على نتائج اللياقة البدنية وتحقيق أهدافنا.
حوارق الدهون ليست فعالة للجميع و اثارها الجانبية غير معروفة و ليست هناك دراسات كافية فهي عبارة عن خليط من المكونات و التي نجهل ماذا يترتب عن خلطها مع بعض، لذلك سيكون من الأفضل لك اخي أن تحتفظ بأموالك و تنفقها في شيء أهم، فالتغيير يتطلب تغيير في نمط حياتك و نوعية أكلك، و لا تتوقع أن مجموعة من المساحيق و الحبوب ستجعلك تمتلك عضلات بارزة و جسم رشيق.
