يعد التنفس أمرًا أساسيًا، إلا أن تأثيره على الأداء الرياضي والصحة لا يلاحظه أغلب الأشخاص، قج تعتقد أن التنفس من الأنف مقله مثل التنفس من الفم ، لكن الأمر عكس ذلك ، التنفس من الأنف أفل من التنفس من الفم فهو يعزز امتصاص الأكسجين و يرشح “ينقي”الهواء المستنشق، ويلعب دورًا حاسمًا في تحسين أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم، وزيادة مستويات الأكسجين في الدم، و محسن طبيعي لوظيفة العضلات و يعزيز صحة الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية بشكل أفضل “المصدر“.
إن دمج التنفس الأنفي في الروتين اليومي والتدريب يمكن أن يوفر للرياضيين وعشاق اللياقة البدنية مزايا ملحوظة، بدءًا من القدرة على التحمل المعززة وحتى معدلات التعافي المحسنة. دعونا في هذه المقالة نرى ما يقوله العلم في هذه المسئلة و نرى فوائد التنفس من الأنف للرياضيين و على العضلات و غيرها من المعلومات.
ما هو التنفس الأنفي:
ببساطة التنفس الأنفي أو التنفس من الأنف هو عملية الشهيق والزفير من خلال أنفك بدلاً من فمك أثناء التمرين.
في حين أن التنفس من الفم قد يكون أكثر شيوعًا و الأسهل، خاصة عندما ندفع أنفسنا إلى أقصى الحدود، فإن التنفس من الأنف يقدم مجموعة كاملة من الفوائد التي يمكن أن ترفع أدائك إلى آفاق جديدة “سنتحدث عن هذا بالتفصيل أسفله”.
أظهرت الدراسات البحثية أن التنفس عن طريق الأنف له عدد من المزايا الفسيولوجية:
عندما تتنفس من خلال أنفك، يتم تصفية الهواء وترطيبه قبل دخوله إلى رئتيك. وهذا يساعد على منع تهيج وجفاف الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى تحسين صحة الجهاز التنفسي.
مقارنة بين التنفس من الأنف و التنفس من الفم خلال التمرين:
إمتصاص الأكسيجين:
يؤدي التنفس عن طريق الأنف إلى زيادة امتصاص الأكسجين بنسبة 10-20% بسبب مقاومة المسالك الهوائية الأنفية مقارنة بالتنفس عن طريق الفم. هذا بنعكس بالإيجاب على إيصال الأكسيجين للعضلة و الدماغ.
معدل التنفس:
أظهرت الدراسات أنه أثناء ممارسة التمارين الرياضية، يؤدي التنفس من الأنف إلى خفض معدل التنفس وتقليل الجهد المطلوب للتنفس، مما قد يؤدي إلى تحسين الأداء والقدرة على التحمل.
كفاءة التهوبة:
التنفس الأنفي يحسن كفاءة التهوية ويقلل من تضيق القصبات الهوائية الناجم عن ممارسة الرياضة، مما يجعله وسيلة أكثر فعالية لإدارة التنفس أثناء الأنشطة البدنية مقارنة بالتنفس من الفم.
تنشيط الحجاب الحاجز :
الحجاب الحاجز هو العضلة الموجودة ما بين التجويف الصدري والبطن، وهي العضلة الأساسية في عملية التنفس. أثبتت الدراسات أن التنفس الأنفي ينشط الحجاب الحاجز وعضلات الجهاز التنفسي الأخرى بشكل أكثر فعالية من التنفس عن طريق الفم “المصدر“. يساعد هذا التنشيط في تثبيت العمود الفقري ، و يعزز أيضًا إمكانية الوقاية من الإصابة .
تؤدي زيادة مشاركة عضلات الجهاز التنفسي من خلال التنفس الأنفي إلى تحسين وظيفة العضلات بشكل عام والقدرة على التحمل.
فوائد التنفس من الأنف للرياضيين و العضلات.
1 / فوائد التنفس من الأنف للرياضيين
هناك عدة فوائد من خلال التنفس من الأنف للرياضيين و الأداء، نذكر منها مثلا:
1 - تعزيز امتصاص الأكسجين:
يعزز التنفس الأنفي امتصاص الأكسجين عن طريق التأكد من أن الهواء الذي يدخل إلى الرئتين أكثر دفئًا ونظافة ورطوبة، مما يحسن قدرة الرئتين على امتصاص الأكسجين. وهذا يؤدي إلى تمرين أكثر كفاءة وتوصيل أفضل للأكسجين إلى العضلات . إن وجود أكسيد النيتريك، الذي يتم إنتاجه أثناء التنفس الأنفي، يساعد أيضًا في زيادة القدرة الهوائية وتحسين تدفق الدم، وهو أمر بالغ الأهمية للأداء الرياضي .
2 - تحسين الأداء الهوائي:
أشارت بعض التجارب إلى أن استخدام تقنيات تنفس محددة أثناء الجري يمكن أن يحسن الأداء من خلال جعل التنفس أكثر كفاءة.و من المعتقد أنه على الرغم من أن هذه التقنيات قد لا تعمل على تحسين الأداء بشكل فوري، إلا أنها قد تؤدي إلى تحسين بنسبة 1% إلى 5% بمرور الوقت مع الممارسة المستمرة. الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التنفس أثناء التمرين يستفيدون أكثر من هذه التقنيات.
3 - انخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم أثناء الراحة
وجدت دراسة أن الرياضيون الذين يعتمدون التنفس الأنفي يكون لديهم انخفاض في معدل ضربات القلب وضغط الدم أثناء فترات الراحة. يساعد هذا التحول نحو الحالة السمبتاوي، والتي يشار إليها غالبًا باسم “الراحة “، في تقليل إجهاد القلب والأوعية الدموية بشكل عام، وهو أمر مفيد للصحة والأداء الرياضي على المدى الطويل .
انخفاض ضغط الدم الانبساطي والتعديل المناسب للضغط الدموي. يؤكد تقلب معدل ضربات القلب على فوائد التنفس الأنفي للقلب والأوعية الدموية .
4 - تنظيم معدل ضربات القلب:
في دراسة تمت على مجموعة من 20 متطوعًا شابًا ن تتألف من ظروف الراحة والتمارين الرياضية. وجد فريق البحث أن ضغط الدم الانبساطي لدى المتطوعين كان أقل عندما تنفسوا من خلال الأنف وكان معدل المجهود أقل مقارنة بالتنفس من خلال الفم في حالة الراحة، ولكن ليس في حالة ممارسة الرياضة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التنفس الأنفي يحول الجهاز العصبي إلى حالة أكثر راحة.
وكتب الباحثون: “نحن نفسر البيانات المجمعة للإشارة إلى أن التنفس الأنفي مقارنة بالتنفس عن طريق الفم يوفر تحسينات متواضعة، ولكن من المحتمل أن تكون ذات صلة سريريًا، في متغيرات القلب والأوعية الدموية النذير أثناء الراحة، ولكن ليس أثناء التمرين”
2 / فوائد التنفس الأنفي للعضلات:
تحسين الأداء بالجيم:
التنفس الأنفي لا يدعم فقط الظروف الهوائية “الكارديو” الأفضل من خلال السماح للرياضيين بالحفاظ على وتيرتهم دون بذل جهد زائد، بل يعزز أيضًا الأداء اللاهوائي “رفع الأثقال” من خلال تقليل معدل التنفس والجهد الملحوظ في التمرين، يمكن للرياضيين تمديد مدة أدائهم بكثافة أعلى دون زيادة مقابلة في التعب. وهذا مفيد بشكل خاص في الألعاب الرياضية التي تتطلب القدرة على التحمل وتدفقات من النشاط المكثف “المصدر“. وتشير القدرة على الحفاظ على التنفس الأنفي أثناء السيناريوهات عالية الكثافة أيضًا إلى حالة استقلابية أكثر كفاءة، مما يساعد الرياضيين على إدارة طاقتهم وإزالة النفايات “مخلفات الطاقة” بشكل أكثر فعالية .
ترطيب الجسم:
لا يخفى عليكم أهمية ترطيب الجسم للعضلات فهو يحافظ على صحة العضلات و مرونتها و أيضا يحافظ على طاقتك خلال التمرين. أثبت أحد الدراسات أن التنفس عن طريق الفم يزيد من فقدان الماء مما يؤدي إلى تقليل الوقت اللازم للجفاف أثناء الأداء الرياضي. بغض النظر عن كمية الماء التي تشربها خلال اليوم، فلن تتمكن من تعويض فقدان السوائل إذا كنت تعتمد على التنفس الفموي طوال اليوم ، لذلك فسيكون تغيير روتينك للتنفس الأنفي خيارا رائعا لك و لتظل عضلاتك رطبة طوال اليوم .
يساعدك على ممارسة الرياضة بشكل أفضل:
التنفس السليم من الأنف يمكن أن يحسن التنفس البطني اللازم للتدعيم أثناء الرفع. من خلال زيادة الضغط في تجويف البطن، يوفر هذا النوع من التنفس حزامًا طبيعيًا (فكر في حزام رفع الأثقال هذا!) عن طريق تنشيط عضلة البطن المستعرضة. تساعد بطنك المستعرضة على تثبيت أسفل الظهر وقاع الحوض.
نصائح لجعل جسمك يعتاد على التنفس الأنفي:
على الرغم من الفوائد للتنفس الأنفي، إلا أنه قد يكون بعض الأشخاص راسخين في التنفس من الفم بحيث لا يمكنهم التحول إلى الأنف، لكن إليك أخي القارئ بعض النصائح حول كيفية دمج تقنية التنفس الأنفي في روتين التدريب الخاص بك:
- أولا: ابدأ بالوعي بأنفاسك. انتبه إلى ما إذا كنت تتنفس بشكل أساسي من خلال أنفك أو فمك أثناء التمرين. إذا وجدت نفسك تعتمد بشكل كبير على التنفس من الفم، فحاول التحول بوعي إلى التنفس من الأنف.
- ثانيا: ابدأ بتدريبات أقصر أو تمارين منخفضة الشدة، مع التركيز على الحفاظ على التنفس الثابت والمتحكم فيه من خلال الأنف. سيساعد ذلك في تدريب جسمك وعقلك على التكيف مع هذا النمط الجديد من التنفس.
- ثالتا: قم بزيادة مدة وكثافة التدريبات تدريجيًا مع الاستمرار في إعطاء الأولوية للتنفس الأنفي. قد يكون الأمر صعبا عليك في البداية و هذا عادي، حتى يتكيف جسمك مع روتين تنفسك الجديد، لذا كن صبورًا مع نفسك واستمع إلى إشارات جسدك.
خطوات تساعدك في تقوية تنفسك الأنفي:
- هناك بعض التمارين محددة بمكن أن تؤدي إلى تعزيز فوائد التنفس الأنفي. إحدى هذه التقنيات هي التنفس البديل من الأنف، حيث تستخدم أصابعك لإغلاق إحدى فتحات الأنف بلطف في كل مرة أثناء الاستنشاق والزفير بعمق من خلال فتحة الأنف الأخرى.
- يمكنك أيضًا التدرب أثناء جلسات القوة أو اليوغا. ثبت أن تمارين اليوا تحسن من مستويات تنفسك خصوصا بعد الجلسات الطويلة.
قم بتجربة تقنيات مختلفة حتى تجد ما يناسبك. من خلال ممارسة التنفس الأنفي باستمرار أثناء جلسات التدريب، لن تتمكن فقط من تحسين استهلاك الأكسجين ولكن أيضًا تحسين وظائف الرئة وتقليل مستويات التوتر وتعزيز قدرات التحمل وتعزيز التعافي بشكل أفضل بعد التمرين.
خلاصة المقال:
من خلال كل ما سبق، تبين لكم أهمية التفس الأتفي على الجسم خصوصا للرياضيين الذين تتطلب أجسامهم كميات كبيرة من الأكسجين، و أن هذه الممارسة تقدم عددًا لا يحصى من الفوائد مقارنة بالتنفس التقليدي من الفم. فهي تحسن من امتصاص الأكسجين و تحسين الدورة الدموية و انخفاض إجهاد الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية،كما سلطنا الضوء على كيفية تبني التقنيات والتمارين التي تعزز هذه الممارسة.
و في النهاية ومع ظهور المزيد من الأبحاث التي تدعم هذه الفوائد، يجب أن تجعل التنفس الأنفي تضمن نمط حياتك و يصبح التنفس الفمي نادر بالنسبة لك.